مُصطَنِع الود تفضحه الشدائد… رجال الأعمال وفيروس كورونا
مُصطَنِع الود تفضحه الشدائد، أكثر جملة حقيقية في الحياة تظهر الإنسان على حقيقته تكشفه من الداخل، تكشف مدى إنسانيته ومعدنه، وهذه المقولة تنطبق في أيامنا هذه على معظم رجال الأعمال. الشدائد التي تمر بها مصر وطننا الغالي جراء فيرس كورونا المتجدد، قد فضح رجال الأعمال بالفعل، فمنذ ظهرت الحالات الأولى لفيروس كورونا المتجدد في قطاع السياحة، لم يظهر أى رجل أعمال من العاملين بقطاع السياحة أو غيره، ينادى بإيقاف الرحلات السياحية إلى مصر، ولم يطالبوا أيضاَ بالحفاظ على الثروة البشرية التي تعمل لديهم، بل بالعكس قاموا بتسريح معظم العاملين مع تخفيض رواتبهم إلى النصف، مع العلم أنهم أصحاب الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لما آلت إليه شركاتهم من سمعة عالمية ومكانة مرموقة في مجال السياحة، ولكن للأسف كل ما يشغل تفكير أى رجل أعمال منهم هو مقدار المكسب والخسارة الذي ينال شركته في أخر السيزون. فتجده لا يأبه بتاتا بالعامل مع العلم أنه هو الثروة الحقيقية التي يملكها.
وعلى النقيض من ذلك في الدول الغربية والخليج العربي، ممن يهتمون بتنفيذ مفاهيم الإدارة الحديثة، وخصوصاَ المؤسسات الربحية، أي الشركات ظهرت مجموعة من المفاهيم والتعريفات في الإدارة الحديثة، هدفها هو معرفة مستوى الأنتماء والولاء الوظيفي وصولاً إلى مرحلة الرضا الوظيفي لدى الموظف؛ لأنه يؤمن بأنه هو ثروته الحقيقية لديه.
ولا تعتبر هذه الشركات أن الأنتماء والولاء والرضا الوظيفي نوع من الكماليات، أو ملمح من ملامح الرفاهية في المؤسسات والشركات الكبري، بل هو سلعة أساسية في المؤسسات الحديثة، وهو معيار لا يجب التغاضي عنه لنجاح المؤسسة.
فتجده يهتم بالموظف بتهيئة بيئة عمل مناسبة له، مع تقديم الحوافز المادية والمعنوية له؛ كل ذلك يسهم في زيادة شعور الموظف بالأنتماء إلى شركته.
وأخر تصريحات رجل الأعمال حسين صبور لـ”اليوم السابع”، ومطالباته بعودة الناس للعمل، وقوله: “رجَّعوا الناس للشغل فورا.. لما شوية يموتوا أحسن ما البلد تفلس.. ولو المستشفيات مش هتستوعب.. ما نتعالجش، ومش هتبرع.. فلوسى لموظفينى.. أنا مش مسئول عن دخل الشعب”.
تصريحات حسين صبور كاملة
وعلى الجانب هناك رجال أعمال رفضوا تصريحات حسين صبور:
أثارت تصريحات رجل الأعمال حسين صبور في حوراه لـ”اليوم السابع”، حول إعادة تشغيل عجلة الاقتصاد جدلاً كبير بين رجال الأعمال، حيث قال رجل الأعمال ياسين منصور، إن من يطالب بتشغيل الاقتصاد كاملا في هذه الظروف “غلطان” وكلامه يحاسب عليه، مضيفًا: “أنا مع حظر التجوال الجزئي دلوقتي مع استمرار عجلة الاقتصاد بشكل غير كامل”، دى فترة صعبة ولازم كلنا نتحملها ووفيات المصريين خسارة أكبر على الاقتصاد من خسارة المال.
السؤال هنا: أين مؤسساتنا من هذه المؤسسات؟ وإلى متى سيظل الموظف شمعه تحترق من أجل رجل أعمال لا يأبه بمصيره ومصير أسرته التي يعولها؟