مراجعة رواية عداء الطائرة الورقية للكاتب خالد حسيني
رواية عداء الطائرة الورقية هي أول اعمال الروائي الأمريكي من أصل أفغاني خالد حسيني، والتي تحكي قصة اسرة ثرية من الطبقات المجتمعية المرموقة ليمثلها الاب والابن الفتى أمير من حي وزير أكبر خان في كابل وصديقه المقرب حسان، خادم والده الهزار. المختلف عن سيده في التصنيف العرق حيث الهزار قومية مغولية في أفغانستان وهم من الشيعة الاثني عشرية تتحدث الفارسية وأغلب تواجدهم على الحدود مع إيران تحكي الرواية احوال افغانستان المضطربة من سقوط للنظام الملكي في أفغانستان، مرورًا بالتدخل العسكري السوفييتي، ثم صعود نظام طالبان لسدة الحكم ونزوح اللاجئين إلى باكستان والولايات المتحدة.
يصف خالد حسيني العلاقات الاجتماعية بين الاب والابن والخادم والمجتمع المرموق وعلاقاتهم بالآخرين. لينتقل لوصف المشاعر الانسانية كالشعور بالذنب ومحاولة التكفير عنه مع ظهور مشهد يتعرض فيه حسن للاعتداء وفشل أمير في الدفاع عن صديقه. ومحاولة أمير التكفير عن ذنبه وتحمل تبعية ذنب ابيه الذي لم يكشفه احد الا بعد موته. حيث يحاول امير البحث عن ابن صديقه يتيم الاب والام ليعيش معه في امريكا والذي اصبح فجأة ابن اخيه غير الشقيق تبعية لتحمل خيانة ابيه. كأنه طائرة ورقية تقلبها رياح الاقدار في فضاء الدنيا الفسيح بين تقلبات الزمن.
تحمل الرواية رسالة انسانية تقول ان الصفات البشرية ليست إرث لأعراق دون الاخرى، فأصحاب الأنساب والأصول العريقة ليسوا بالضرورة شرفاء، والمنتمون إلى أعراق أقل تاريخا ليسوا بالضرورة خائنين أو محل احتقار، فكل منا هو فعله وعمله وكلمته التي تحرره أو تبقيه سجين الحنث بالوعد.
تصدّرت الرواية قائمة النيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعًا لأكثر من عامين، حيث بيع منها أكثر من سبعة ملايين نسخة في الولايات المتحدة. حصلت الرواية على نقد إيجابي بشكل عام. على الرغم من ذلك، أثارت بعض اجزاء الرواية جدلًا في أفغانستان. أتبع نشر الرواية صدور فيلم بنفس العنوان عام 2007 وعدة عروض مسرحية ورواية مصورة.
اقتباسات من رواية عداء الورقة الطائرة
- مخطئون فيما قالوه عن الماضي، لقد تعلمت كيف أدفنه، إلا أنه دائمًا يجد طريق عودته
- رجل لا يملك ضمير، لا يتعذّب.
- كان نقيًا لدرجة إلهية، دائمًا تشعر أنك منافق أمامه.
- السرقة هي الخطيئة الوحيدة التي لا يمكن غفرانها. الخطيئة الأكبر بين كل الخطايا. عندما تقتل رجلا، فأنت تسرق حياة، تسرق حق الزوجة بزوج، تسرق أبا من أولاده، عندما تكذب، تسرق حق شخص في الحقيقة، عندما تغش، تسرق حق العدالة، ليس هناك شر كالسرقة.