أمة الجماد تقر بنبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
جميع الكائنات المشاهدة المحسوسة من حيوان ونبات وجماد تؤمن بنوة محمد صلى الله عليه وسلم إيمانا تقريريا بلسان المقال لا بلسان الحال فقط، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم “إنه ليس من شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا كفرة أو فسقة الجن والإنس”.
حديث صحيح أخرجه البيهقي في الدلائل 6/22وابن ماجة 339 والحاكم 2/617 وقال هذا حديث صحيح الإسناد وقال الذهبي صحيح) إقرارا سمعه أصحابه رضي الله عنهم ونقلوه لنا.
جدول المحتويات
إقرارأمة الجماد بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
1-الحجر يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم
ففي الحديث “إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن “.
( رواه مسلم 2277 والترمذي 5/593 وأحمد 5/89 )
أي ما زال الحجر قائما وموجودا وكان إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم قال السلام عليك يا محمد أو يا رسول الله. قال القرطبي وإذا ثبت هذا في جماد واحد جاز في جميع الجمادات وهو عام فيما له فيه روح وفيما لا روح فيه. (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ10/268)
وعن علي بن أبى طالب قال: “كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجنا في بعض نواحيها فما استقبله جبل ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله”.
( حديث صحيح رواه الترمذي 3626 وفى الترغيب والترهيب 1209 والسلسلة الصحيحة 2670)
2- سماع تسبيح الحصى في كف النبي صلى الله عليه وسلم
في الحديث عن أبى ذر قال كنت رجلا ألتمس خلوات النبي صلى الله عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه, فهجرت يوما من الأيام. فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيته، فسألت عنه الخادم, فأخبرني أنه في بيت، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي، فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال ما جاء بك ؟ فقلت جاء بي الله ورسوله فأمرني أن أجلس فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شئ ولا يذكره لي, فمكث غير كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعا فسلم عليه. فرد عليه السلام ثم قال: ما جاء بك قال جاء بى الله ورسوله فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم. بينه وبينها الطريق ،حتى إذا استوى أبو بكر جالسا فأشار بيده فجلس إلى جنبي عن يمينه ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك, وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام وقال ما جاء بك قال جاء بى الله ورسوله, فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر. فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال “قليل ما يبقين” ثم قبض على حصبات سبع أو تسع أو قريب من ذلك فسبحن في يده حتى سُمع لهن حنين كحنين النحل في كف النبي صلى الله عليه وسلم, ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن حصى ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر وعمر ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن “.
(حديث حسن أخرجه البيهقي في الدلائل 6/64 و السيوطي فى الخصائص الكبرى 2/74)
قلت المعجزة ليست في تسبيح الحصى لأنه مسبح بجبلته، ولكن المعجزة في سماع تسبيح الحصى وهو في كف النبي صلى الله عليه وسلم ،ثم سماعه في كف أبى بكر وعمر وعثمان.
3- سماع تسبيح الطعام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل ”
( رواه البخاري 3579 والترمذي 3633 )
قال ابن حجر أي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غالبا. ووقع ذلك صريحا عند الإسماعيلي أخرجه عن الحسن بن سفيان عن بندار عن أبي أحمد الزبيري في هذا الحديث كنا نأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم الطعام ونحن نسمع تسبيح الطعام ” وله شاهد أورده البيهقي في الدلائل من طريق قيس بن أبى حازم قال كان أبو الدرداء وسليمان إذا كتب أحدهما إلى الآخر قال له بآية الصفحة وذلك أنهما بينما هما يأكلان في صحفة إذ سبحت وما فيها ” وذكر عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: “مرض النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه جبريل بطبق فيه عنب ورطب فأكل منه فسبح” قلت “أي ابن حجر” وقد اشتهر تسبيح الحصى.
(فتح الباري لابن حجر العسقلاني جـ6/732)
قلت المعجزة ليست في تسبيح الطعام أيضا لأنه مسبح بجبلته ،ولكن المعجزة في سماع تسبيح الطعام.
4- حنين جذع النخلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن حنين الجذع اليابس الموجود في المسجد النبوي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لفراقه عنه. أنَّ أنينَه أمام جماعة غفيرة من الصحب الكرام. يؤيد الأمثلة التي أوردناها في المعجزات المتعقلة بالأشجار ويقوّيها. لأن الجذع من جنس الأشجار، فالجنس واحد.
كان المسجد النبوي مسقوفاً على جذوع نخل فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُنِع له المنبر، وكان عليه، سمع لذلك الجذع صوتا كصوت العشار حتى جاء النبي فوضع يده عليها فسكتت”. (رواه البخاري 3585 وابن ماجة 1417)
قال ابن حجر والعُشراء الناقة التي انتهت في حملها إلى عشرة أشهر، ووقع في رواية عبد الواحد بن أيمن “فصاحت النخلة صياح الصبي” وفى حديث أبى الزبير عن جابر عند النسائي في الكبير”اضطربت تلك السارية كحنين الناقة الخلوج” والخلوج الناقة التي انتزع منها ولدها وفى حديث أنس عند ابن خزيمة ” فحنت الخشبة حنين الولد “وفى روايته الأخرى عند الدارمي “خار ذلك الجزع كخوار الثور ” وفى حديث أبي بن كعب عند أحمد والدارمي وابن ماجة “فلما جاوزه خار الجذع حتى تصدع وانشق ” إلى أن قال وفى الحديث دلالة على أن الجمادات قد يخلق الله لها إدراكا كالحيوان بل كأشرف الحيوان، وفيه تأييد لقول من يحمل “وإن من شئ إلا يسبح بحمده” على ظاهره. (فتح الباري جـ6/745 )
معجزة حنين الجذع مشهورة ومنتشرة، والخبر بها من المتواتر الصريح. فقد رواها مئات من أئمة التابعين بخمسة عشر طريقاً عن جماعة من الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وهكذا نقلوها إلى مَن خلفهم. وممن رواها من علماء الصحابة: انس بن مالك ـ خادم النبي ـ وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وسهل بن سعد، وأبو سعيد الخدري، وأبي بن كعب، وبُريدة، وأم المؤمنين أم سلمه رضوان الله عليهم وكلٌ من هؤلاء على رأس طريق من طرق رواة الحديث.
فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح هذه المعجزة الكبرى المتواترة ونقلوها إلينا.
عن جابر رضي الله عنه، يقول: (كان المسجد مسقوفاً على جذوع من نخلٍ فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها، فلما صُنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتاً كصوت العشار حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكت).
( رواه البخاري 3585 وابن ماجة والنسائي (3/ 102) كلهم من حديث جابر وبألفاظ مختلفة)
وعن انس (حتى ارتجّ المسجد لخواره) (صحيح: كما رواه الترمذي 3631) – تحقيق احمد شاكر) وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب قال: وفي الباب عن أبي وجابر وابن عمر وسهل بن سعد وابن عباس وأم سلمه. انظر جامع الأصول (8899)
وعن سهل بن سعد (وكَثُر بكاء الناس لما رأوا به من بكاء وحنين). رواه الشيخان (الخفاجي 3/ 62)
وعن أبي بن كعب(حتى تصدّع وانشق لشدة بكائه) صحيح: كما رواه الشافعي في مسنده وابن ماجه والدارمي والبيهقي (الخفاجي 3/ 62) ورواه عبد الله من زياداته في المسند، وفيه رجل لم يسّم وعبد الله بن عقيل وفيه كلام وقد وثق (تحفة الاحوذي 3/ 22). والحديث تشهد له أحاديث الباب السابقة وهي صحيحة كما مرّ.
زاد غيره: فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا بكى لما فقد من الذكر صحيح البخاري (4/ 237) واحمد (الفتح الرباني 22/ 49 – 50) وزاد غيره والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لم يزل هكذا إلى يوم القيامة تحزناً على رسول الله صلى الله عليه وسلم (في رواية ابن عباس وفيه: (فأتاه فاحتضنه فسكن، قال: ولو لم احتضنه لحنّ إلى يوم القيامة) قال العلامة احمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح. ثم قال: ذكر الحافظ ابن كثير في التاريخ (6/ 125) حنين الجذع بالأسانيد الكثيرة الصحاح من رواية ثمانية من الصحابة، ثم ختم الباب بما روى أبو حاتم الرازي عن عمرو بن سواد قال: (قال لي الشافعي: ما أعطى الله نبياً ما أعطى الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فقلت له: أعطى عيسى إحياء الموتى! فقال: أعطى محمداً الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حتى هيئ له المنبر، فلما هيئ له المنبر حنّ الجذع حتى سُمع صوته فهذا اكبر من ذلك) (2236) تحقيق المسند. وقد أورد أيضا أحاديث بأسانيد صحيحة في حنين الجذع نذكر أرقامها وعلى سبيل المثال: (2237) عن انس (2400) عن ابن عباس، وعن انس (2401) عن ابن عباس وعن انس (3430) عن ابن عباس (3431) عن انس (3432) عن انس.
وفي حديث بُريدة: لما بكى الجذع وضع الرسول يده الشريفة عليه وقال إن شئت أردك إلى الحائط (أي البستان) الذي كنت فيه، ينبت لك عروقك ويكمل خلقُك ويجدّد لك خوص وثمرةٌ. وان شئت أغرسك في الجنة فيأكل أولياء الله من ثمرك. ثم أصغى له النبي صلى الله عليه وسلم يستمع ما يقول، فقال: بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياء الله وأكون في مكان لا أبلى فيه، فسمعه من يليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد فعلتُ. ثم قال: اختار دار البقاء على دار الفناء. في حديث طويل رواه احمد والشافعي وابن ماجه وفي إسناده عند الجميع عبد الله بن محمد بن عقيل، قال النسائي: ضعيف، وقال أبو حاتم لين، وقال الترمذي: صدوق سمعت محمداً (يعني البخاري) يقول: كان احمد وإسحاق والحميد، يحتجون بحديث ابن عقيل (ملخصاً من الفتح الرباني 22/ 49).
قال الإمام أبو إسحاق الاسفرائني ـ وهو من أئمة علماء الكلام ـ أن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى الجذع بل (دعاه إلى نفسه فجاءه يخرق الأرض فالتزم. ثم أمره فعاد إلى مكانه). الشفا (1/ 304)
يقول أبي بن كعب: وبعد ظهور هذه المعجزة: أمر النبي صلى الله عليه وسلم به فدفن تحت المنبر، فكان إذا صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلى إليه. فلما هدم المسجد لتجديده أخذه أبَى فكان عنده إلى أن أكلته الأرض وعاد رفاتاً ( الشفا (1/ 304) رواه عبد الله بن الإمام احمد في زوائده )
وحينما كان الحسن البصري يحدّث بهذا إلى طلابه يبكي ويقول:يا عباد الله! الخشبةُ تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه لمكانه فانتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه ( فتح الباري جـ6/744). الشفا (1/305)
ولله درّ القائل من أهل الفضائل.
وألقى حتى في الجمادات حبه ***** فكانت لإهداء السلام له تهدى
وفارق جذعاً كان يخطب عنده **** فأنّ أنين الأم إذ تجد الفقدا
يحنّ إليه الجذع يا قوم هكذا ***** أما نحن أولى أن نحنّ له وجدا
إذا كان جذعٌ لم يطق بُعد ساعة ***** فليس وفاء أن نطيق له بعداً
(علي القاري 1/ 626)
ونحن نقول: نعم! إن الاشتياق إليه ومحبته إنما يترجم بإتباع سنته صلى الله عليه وسلم.
5- ارتجاف جبل أحد فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم
روت الكتب الصحاح متفقة وفي المقدمة البخاري ومسلم وابن حبان وأبو داود والترمذي عن أنس(حديث انس رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبو داود (4651) والترمذي (3781 تحفة الاحوذي) وقال: وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد وابن عباس وسهل بن سعد وانس بن مالك وبريدة الأسلمي. هذا حديث صحيح. وأبي هريرة (حديث أبو هريرة رواه مسلم برقم (2417) والترمذي (3698) من نفس الطريق وبأكثر من رواية). وعن عثمان ذي النورين(صحيح: حديث عثمان رضي الله عنه رواه الترمذي (3783 تحفة الاحوذي) وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، وزاد المباركفوري نسبته إلى النسائي والدار قطني وقال ذكره البخاري في صحيحه تعليقاً.) وسعيد بن زيد (صحيح: أخرجه الحاكم (3/ 450) وقال: هذا حديث غريب صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة. واحمد (1/187، 188، 189) وأبو داود وابن ماجه والترمذي 3782 (تحفة) وقال: هذا حديث صحيح غريب. وصحّحه ابن حبان 2198، وفي الصحيحة 875 والحديث صحيح بشواهده.
عن سعيد بن زيد احد العشرة المبشرين بالجنة انه قال صعد النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان اُحُداً، فرجف بهم فقال: أثبت اُحُد فإنما عليك نبي وصدّيق وشهيدان”
فبهذا الحديث ينبئ صلى الله عليه وسلم عن شهادة عمر وعثمان إخباراً غيبياً.
أتدرون لماذا اهتز الجبل ياترى ثم ثبت بعد الضربة؟ فالجبل قد يكون اهتز من مهابتهم أو من سروره وفرحه، وهو المحتمل فالجبل حين شعر أن قدم الحبيب قد مسته راح يرتجف من الطرب ولله در القائل:
لا تلوموا أحدا لاضطراب ***** إذ علاه فالوجد داء
أُحدٌ لا يلام فهو محب ***** ولكم اطراب المحب لقاء
6- سجود الشجر والحجر للنبي صلى الله عليه وسلم
هو قصة بحيراء الراهب المشهورة وهي: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج قبل البعثة مع عمه أبي طالب وجماعة من قريش إلى نواحي الشام. ولما وصلوا إلى جوار كنيسة الراهب جلسوا هناك وكان الراهب لا يخرج إلى أحَد فخرج وجعل يتخللهم حتى أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين يبعثه الله رحمةً للعالمين فقال له أشياخ من قريش: ما عِلمُك؟ فقال: إنه لم يبق شجر ولا حجر إلاّ خرّ ساجداً له ولا يسجد إلاّ لنبي. ثم قال وأقبل صلى الله عليه وسلم وعليه غمامةٌ تظلّه فلما دنا من القوم وجدهم سبقوه إلى فئ الشجرة فلما جلس مالَ الفئ اليه. (الحديث رواه الترمذي 3699 تحفة الاحوذي وقال: هذا حديث حسن غريب. اهــ وقال الجزري: إسناده صحيح ورجاله رجال الصحيح أو أحدهما. وقال الحافظ في الإصابة: رجاله ثقات، والحديث صححّه محقق المشكاة 5918، 3/ 186) وفي كتاب الشفا.
7- إخبار الذراع المسموم للنبي صلى الله عليه وسلم
تذكر كتب أئمة الحديث وفي مقدمتها البخاري ومسلم (أن يهودية – واسمها زينب بنت الحرث – أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر شاة مصليّة (مشوية) سمَّتْها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وأكل القوم، فقال: ارفعوا أيديكم، فإنها أخبرتني أنها مسمومة، فرفع الجميع أيديهم، إلاّ أن بشر بن البراء مات من اثر السم، فدعا صلى الله عليه وسلم اليهودية وقال لها: ما حَمَلكِ على ما صنعتِ؟ قالت: إن كنت نبياً لم يضرّك الذي صنعتُ، وان كنتَ مَلِكاً أرَحْتُ الناسَ منك. فأمر بها فقُتلت.
(رواه البخاري 9249رواه أبو داود 4457 والنسائي 3332 وأحمد 18579 والدارقطني 1/154)
وفي بعض الروايات إنه لم يأمر بقتلها. قال العلماء المحققون: لم يأمر بقتلها بل دفعها لأولياء بشر بن البراء، فقتلوها وفي رواية البيهقي في الدلائل أنها أسلمت حيث قالت وقال لها: ما حَمَلكِ على ما صنعتِ؟ قالت: إن كنت نبياً لم يضرّك الذي صنعتُ، وان كنت كاذباَ أرَحْتُ الناسَ منك وقد استبان لي الآن أنك صادق وأنا أشهدك ومن حضر أني على دينك وأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله قال فانصرف عنها حين أسلمت.
والشاهد من الحديث أن الذراع المشوي كلم النبي صلى الله عليه وسلم بل جاء في إحدى الروايات: أن عدداً من الصحابة سمعوا قولَها حينما أخبرتْ الشاة عن أنها مسمومة.