وقت أذكار الصباح والمساء؟

وقت أذكار الصباح والمساء

وقت أذكار الصباح والمساء

وقت أذكار الصَّباح:

 

يبدأ من طلوع الفجر الصادق الذي هو وقت صلاة الفجر، فإذا أذَّن المؤذِّن لصلاة الفجر ابتدأ حينئذ وقت أذكار الصَّباح، وهذا قول عامة العلماء رضي الله عنهم.

 

وهناك قول آخر: أنَّ ابتداءها يكون من نصف الليل الأخير.

 

والصَّواب: قول عامَّة أهل العلم وهو طلوع الفجر، وسـيأتي ما يدلّ على ذلك في كلام ابن القيِّم رحمه الله.

 

ووقت أذكار الصباح والمساء، ابتداءً وانتهاءً، مما اختلف فيه أهل العلم رضي الله عنهم؛ لأنه لم يَرِد نصّ مخصوص في تحديد وقتها، فاختلف أهل العلم: متى ينتهي وقت أذكار الصباح؟

 

فقيل: بطلوع الشمس، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في الكَلِم الطيِّب، وتلميذه ابن القيم في الوابل الصيب.

 

وقيل: بغروب الشمس، واختاره ابن الجزري والشوكاني.

 

والأظهر – والله أعلم -: القول الأول، وأنه ينتهي وقتها بطلوع الشمس، ولكن لا بأس أن يقولها بعد طلوع الشمس، لاسيما إن كان تركها لعذر؛ ولأنَّ ما بعد طلوع الشمس يُسمَّى صباحاً، ولأنه يُحصِّل بذلك فضيلة الذكر، وبركته، وهذا أفضل من تركها، وغفلته بقيَّة يومه.

 

 وقت أذكار المساء:

 

اختلف أهل العلم رضي الله عنهم في ابتداء وقت أذكار المساء، وانتهائه:

 

فقيل: من زوال الشمس إلى غروب الشمس وأول الليل، وبه أفتت اللجنة الدائمة.

 

وقيل: بعد العصر إلى غروب الشمس، واختاره ابن تيمية، وابن القيم، وهو ظاهر كلام النَّووي في كتابه الأذكار.

 

وقيل: بعد غروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر على قول بعضهم، كابن الجزري، والشوكاني.

 

وايضا قيل: إلى ثلث الليل.

 

وقيل: إلى نصف الليل، واختاره صاحب القاموس المحيط، ومنهم من لم يحدِّد وقت انتهاء – رحم الله الجميع -.

والأظهر- والله أعلم -: أنه يبدأ بعد العصر إلى غروب الشمس، ويقال فيه كما قيل في وقت أذكار الصباح، من أنه لا يمنع قولها بعد غروب الشمس، لاسيما إن كان تركها لعذر، ولأنَّ ما بعد غروب الشمس يُسمَّى مساءً، ولأنَّه يحصِّل بذلك فضيلة الذكر، وبركته، وهذا أفضل من تركها، وغفلته بقيَّة يومه.

قال ابن القيِّم رحمه الله: «الفَصْل الأول: في ذِكْر طَرفي النهار، وَهُمَا مَا بَيْن الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، والأصيل قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب…، وقال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر: 55]، فالإبكار أول النهار، والعَشي آخِره، وقال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39]، وهذا تفسير مَا جاء في الأحاديث، مَن قَال كذا وكذا حِين يُصْبِح وحِين يُمْسي؛ أنَّ الْمُرَاد بِه قبل طُلوع الشمس، وقبل غروبها، وأنَّ محلّ هذه الأذكار بعد الصبح، وبعد العصر»[5].

 

وسُئل شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: «ما هو وقت أذكار المساء؟ وما هو الوقت الأفضل لها؟ وهل تقضى عند نسيانها؟».

 

الجواب: الحمد لله، المساء واسع من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء كلها يُسمَّى: (مساء)، وسواء قال الذِّكْر في الأول، أو في الآخر، إلا ما ورد تخصيصه بالليل، مثل: آية الكرسي من قرأها في ليله، فالذي يكون مقيَّداً بالليل يقال بالليل، والذي يكون مقيَّداً بالنهار يقال بالنهار، وأمَّا قضاؤها إذا نسيت فأرجو أن يكون مأجورا عليه.

 

Similar Posts

اترك رد